التعليقات
عمر عاصي - الجزيرة توك - ألمانيا

مع أن المسلمين كانوا من أوائل من قام إيصال المياه للبيوت في في الأندلس ، إلا أن كثير من العُمال الذين قدموا من أفريقيا للعمل في مدينة إلإيخيدو على الساحل الأندلسي لا يحظون اليوم بأدنى حقوقهم كبشر ، فالمياه تُجلب بالبراميل من مسافات بعيدة والضوء ضوء الشمعة أما البيوت فهي بضعة قطعة من الخشبة ملفوفة بالنايلون ، وبالطبع لا حقوق عمال ولا تأمين وراتب 2 يورو ونصف على الساعة . وكان هذا موضوع الفيلم الوثائقي : شريعة الربح او بالأسبانية " El Ejido -- la loi du profit "
لمحة .. !
هذا الفيلم الوثائقي ليس جديداً ، فقد رأى النور عام 2006 ، بعد جهود جبارة من المخرج المغربي البليجيكي جواد رحالب Jawad Rhalib ، وقد حظي عام 2007 بجائزة FESPACO 2007 كما حظي بجوائزة اخرى عديدة ، كونه كشف واقعاً مؤلماً جداً يعيشه العمال الأفارقة في إحدى أغنى المناطق الزراعية في اسباينا والتي يعيش اهلها في نعيم مقيم !
لِماذا ؟؟
عندما سئل أحد أصحاب مزارع البندورة في مقابلة لصالح هذا الفيلم عن سبب العاملة الفظة لهؤلاء العُمال وعدم منحهم أقل حقوقهم علل الأمر بداية بأن أولئك العمال مهاجرين غير رسميين ثم اتبع ذلك ببعض المبررات حتى لم يجد حججه مقنعة فاختار حجّة أخيرة وقال : إن العرب خنازير ، يأكلون القمامة ، وهم شعوب لا تستحق الحياة !!
رأس مالية وإستغلال !!
صاحب هذه المزرعة هو واحد من بين عشرات المُشغّلين الذين لا يجدون حرجاً في استعباد هؤلاء العمال مع العلم بأن الاقتصاد الزراعي في الساحل الأندلسي مُنتعش بشكل عام كون محاصيله تصل أنحاء كثيرة في أوروبا ولكن غياب مؤسسات حقوق الإنسان من جهة وتواطئ الدولة من جهة آخرى يُعطى الحق لهؤلاء أن يعيشوا في الغناء الفاحش بينما عُمالهم يعيشون في الفقر المُدقع ! .

بعد جهنم .. هُناك الجنّة !
اولئك العُمال يُصرّون رغم كُل الاحوال السيئة ان يبقوا في " جهنم " كما يصفونها علماً بأنهم يُقرّون بأن الوضع في بلادهم أفضل في كثير من النواحي كحياتهم الإجتماعية والمنزل الخاص والكهرباء والماء ، ولكن بحسب رأيهم في بلادهم لا يوجد آمل للحصول على بيت فاخر ، ولا سيارة مميزة ولا زواج ، ولكن في اوروبا فقد يجد الإنسان الجنّة بعد مُدّة في جهنم !!


دَعوة للتفكير
في ظل إستعباد هذه القوى العاملة بأبخس الطُرق حتى يجعلهم يعيشون في ظروف لم يقبلوا أن يعيشوا بأفضل منها في بلادهم ، وتزايد النظرات الحاقدة على المُهاجرين الرسميين وغيرهم في اوروبا وغيرها من دول العالم ، ألا يدعو هذا الوضع أولئك المهاجرين أن يقضوا عشرين عاماً في خلق فرصة آمل في بلادنا بدلاً من عشرين عاماً من الحياة في " جهنم اوروبا " ؟؟؟
Nenhum comentário:
Postar um comentário